عندما تكون اللغة سلاحا قاتلاً أو منقذاً
حين اعتقل عمر"رضي الله عنه " الحطيئة بعد هجائه الزبرقان استعطفه
بعدة قصائد ولم يلتفت اليه الا بعد أن قال هذه المقطوعة

الأفراخ

ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ
زغْب الحواصل لا ماءٌ ولاشجر

ألقيت كاسبهمْ في قعر مظلمة
فاغفرْ عليك سلام الله ياعمَرُ

أنت الأمين الذي من بعد صاحبه
ألقى إليك مقاليد النُّهى البشر

لم يؤثروك بها إذ قدموك لها
لكنْ لأنفسهم كانت بك الأُثر

فامننْ على صبية بالرمل مسكنهم
بين الأباطح تغشاهم بها القِررُ

أهلي فداؤك كم بيني وبينهمُ
من أرض داوية تعنى بها الخُبُرُ

نحن نعرف عمر من خلال كتب التاريخ والأثر كان ضخم الجثة شجاعاً لا يهاب أحداً
تمثل له جني في صورة إنسان فصارعه وتغلب عليه والشيطان يبتعد عن أي طريق
يسلكه عمر كل ذلك يدل على قوة إيمانية وجسمية لا يمكن قهرها حتى الشيطان.
كيف تغلب الحطيئة على الشيطان ؟ واستطاع أن يؤثر في عمر ما السلاح الذي
استخدمه ؟ إنه سلاح اللغة الذي قد يقتلك أو ينقذك .فذلك السلاح سجن الحطيئة
وهو نفس السلاح الذي أنقذه .
وإليك قصة عن الحجاج بن يوسف الثقفي الذي حكم العراق وتميز بجبروته وتصدية بعنف
لكل خصومه وكان شخصية أثارت الجدل قديماً وحديثاً فقد كان في مجلسه وسرد حلماً رآه
فطلب من الحاضرين تفسيره فتقدم أحدهم وأخبره بأنه سوف يهلك جميع أهله وأقاربه قبله
فما كان من الحجاج إلا أن أمر بقتله وتقدم آخر وقال مفسراً للحلم : أبشر بطول العمر
وإذا ما دققنا النظر نجد أن التفسيرين بمعنى واحد ولكن الثاني أكثر وقعا على نفس الحجاج
إذاً اللغة سلاح ذو حدين فقد تقتلك وقد تنقذك .....